حركة العدل والمساواة قالت إنها هاجمت قافلة عسكرية في السدرة بولاية شمال كردفان (الأوروبية-أرشيف)
شنّ مسلحون من إقليم دارفور الواقع غربي السودان هجوما جديدا الأربعاء على منطقة في ولاية شمال كردفان وسط البلاد، كما هاجموا قاعدة للجيش مما اضطر المدنيين إلى الهرب، وذلك قبل أيام من موعد حددته الخرطوم لوقف نقل نفط جنوب السودان المتهم بدعم التمرد مطلع أغسطس/آب المقبل.
وأعلن الجيش السوداني ومتمردون سودانيون وقوع الهجوم، ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد قوله إن "فلول ما يسمى الجبهة الثورية قامت صباح اليوم بهجوم غادر على قرية السدرة بولاية شمال كردفان بغرض سلب ونهب أموال المواطنين".
وأوضح سعد أن المعركة التي دارت في المنطقة تصدت فيها القوات المسلحة لفلول المتمردين وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وأجبرتهم على الفرار، مضيفا أن الجيش فقد خمسة من أفراده.
وقال سكان في منطقة رشاد بولاية شمال كردفان -التي تنتج معظم إنتاج الصمغ العربي في السودان- إنهم سمعوا أصوات انفجارات وإطلاق نيران كثيفة خارج بلدة جبل الداير، حيث قال أحد الفارين لرويترز إن الناس وصلوا إلى هنا هربا من القتال.
اعتراف بالهجوم
من جهتها قالت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور إنها هاجمت قافلة عسكرية في السدرة على بعد ثلاثين كيلومترا جنوب قرية الرهد.
وحركة العدل والمساواة عضو في الجبهة الثورية التي تضم كذلك جيش تحرير السودان (فصيل متمرد في دارفور) ومتمردي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكانت الجبهة الثورية قد شنت في أبريل/نيسان الماضي هجوما منسقا في عمق ولاية شمال كردفان يُعد من أعنف الهجمات على القوات الحكومية منذ سنوات.
وقال محلل سياسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هجمات الجبهة الثورية أجبرت الحكومة على الانتظار شهرا حتى استردت مدينة أبو كرشولا منها".
وتضم الجبهة الثورية -أبرز الحركات المتمردة- في صفوفها عناصر يتحدرون من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لحدود جنوب السودان الذي يشهد تمردا آخر منذ يونيو/حزيران 2011.
وتأتي هذه التطورات قبيل أيام من انتهاء مهلة الخرطوم للشركات النفطية كي توقف نقل النفط بعدما اتهم الرئيس عمر البشير جوبا بدعم المتمردين على الأراضي السودانية.
أنابيب النفط
وفي ما بدا غير واضح إن كانت المهلة بمثابة تحذير لإغلاق الأنابيب، قال مصدر قريب من صناعة النفط الأربعاء إن "الاستعدادات الكاملة لإغلاق الأنابيب لم تبدأ بعد، وما زال الخام يتدفق".
"
جنوب السودان الذي انفصل قبل عامين أخذ معه أغلب إنتاج النفط للدولة الموحدة، في حين بقيت معدات النقل والتصدير والمعالجة في الشمال
"
ونفى جنوب السودان أي تورط في دعم المتمردين في الشمال، واتهم في المقابل السودان بدعم المتمردين على أراضيه، في حين يؤكد مراقبون أن الطرفين يقومان بعملية دعم المسلحين المناوئين للطرف الآخر.
وباشرت لجنة من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) الاثنين الماضي تحقيقا حول ادعاءات كل طرف ضد الآخر.
كما بدأ خبراء إقليميون تحديد الخط الصفري للمنطقة العازلة المنزوعة السلاح البالغة عشرة كيلومترات على كل جانب من الحدود بطول حدود الدولتين غير المرسمة البالغة ألفي كيلومتر، حيث صُممت المنطقة العازلة لقطع الدعم عن المجموعات المتمردة.
يشار إلى أن جنوب السودان الذي انفصل قبل عامين أخذ معه أغلب إنتاج النفط للدولة الموحدة، في حين بقيت معدات النقل والتصدير والمعالجة في الشمال.